الثلاثاء، 20 يوليو 2010

قصرٌ وأكواخ

كان طريقها طويلا ً ولكنها كانت ذات بال أطول...
كانت تحمل حلماً جميلا ً في قلبها ويقيناً انها ستجده حتماً
... لم تكل يوماً او تيأس أو تفقد ايمانها بحلمها

سارت في طريقها الطوييييييل بخطوات واثقة ومتأنية باحثة عن ذلك الحلم
لم تعر أى انتباه الى الاصوات اللى تطالبها دوماً بالتوقف
والرضا بكوخ من الأكواخ اللى كانت تصطف على جانبي طريقها

وكلما اقتربت من أحدها فتح لها بابه على مصرعيه وحاول ادخالها بشتى الطرق
وفي كل مرة كانت ترفض

فلم تكن تستهويها الأكواخ الصغيرة المعتمة
وكانت تمقت المساحات الضيقة
آثرت المضي في طريق طويل مقفر ومرهق على أن تدخل كوخاً يجثم ظلامه على عقلها وقلبها

وبعد أن نال منها التعب وأرهقتها المسافات


رأته من بعيد

رأت نوراً مشعاً لامعاً
فسارت اليه كالمسحورة
وصدق حدسها فقد كان ذلك النور هو نور قصرها
الذى طالما حلمت به
قصرها الرحب الواسع

الذى تمنت دوما العيش فيه
والسير في جنباته
لم يفتح لها أبوابه ليجبرها على الدخول بل جعلها تدخله بكامل ارداتها ووعيها

دافعة ً بوابته الكبيرة بكلتا يديها
...


جعلها تشعر بأنه اختياراها
رغم ثقتها بأنه قدرها

....

وفور دخولها اليه

شعرت بأنها كانت على حق


وأن القصور تختلف تمام الاختلاف عن الأكواخ

ايقنت بأنها لن تحتاج أبدا الى الخروج منه يوما حتى لترفه عن نفسها

... فمساحاته الشاسعة

... وشرفاته المضيئة

.... وحدائقه الغنَاء

ستغنيها تماماً عمن سواه

.....

وقفت أرقبها وهى تنظر للأكواخ


ولسان حالها يقول :

وداعاً أيتها الأكواخ
فأنا الآن في أحضان قصري الحبيب